هل يجوز استعمال آيات القرآن في ضرب الأمثال للأمور الدنيوية
؟
مثل قوله : ( ... و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم ... ) [ البقرة :
216 ]
و قوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وُسعها ... ) [ البقرة : 286
]
و قوله : ( ... ما على المحسنين من سبيل ... ) [ التوبة : 91 ]
و :
( ... ما على الرسول إلا البلاغ ) [ النور : 54 ]
و غير ذلك من الآيات
؟
الجواب :
يجوز إذا لم يترتّب على ذلك
اتِّخاذ آيات الله هُزوا .
جاء في كتاب التعريفات للجرجاني
:
الاقتباس : أن يُضمّن الكلام نثرًا أو نظمًا شيئا من القرآن أو
الحديث
كقول شمعون في وعظه :
" يا قوم اصبروا على
المحرمات ، و صابروا على المفترضات
و راقبوا بالمراقبات ، و اتقوا الله في
الخلوات ، ترفع لكم الدرجات " .
و كقوله : " و إن تبدلتَ بنا غيرنا فحسبنا
الله و نعم الوكيل " . انتهى .
و قال السيوطي في قوله عليه
الصلاة و السلام يوم خيبر :
( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
)
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم : 4198
خلاصة حكم المحدث : صحيح
قال : هو من أدلة جواز
الاقتباس من القرآن ، و هي كثيرة لا تُحْصَى .
و من الاقتباس
قول الشيخ صفي الدين الحلي :
هذي عصاي التي فيها مآرب لي * * * و قد أهش بها
طورًا على غنمي
و من التلميح قوله :
أن ألقها تتلقف كل
ما صنعوا * * * إذا أتيت بسحر من كلامهم
و مثله قول بعضهم
:
يا نظرة ما جَلَتْ لي حسن طلعته * * * حتى انقضت و أدامتني علـى
وجـل
عاتبتُ إنسان عيني في تسرّعِه * * * فقال لي : ( خُلق الإنسان من عجل
)
و قول الآخر :
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف * * * ثم
ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
ابشر بقـول الله فـي آياتـه : * * * ( إِنْ
يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )
، ،
فالتضمين و الاقتباس و التلميح جائز
إلا أنه يجب أن يُصان كلام
الله الذي هو القرآن عن الابتذال
و يحرم إذا كان فيه شيء من الاستهزاء ، بل
يَصِل بصاحبه إلى الكفر
عياذا بالله . و الله تعالى أعلم